-
اتبعني
تابعني على تويتر
-
التدوينات RSS
اشترك في خدمة RSS
-
فيس بوك
انضم للمعجبين في FACEBOOK
0 الذي لا يفعلُ
٢٦/٠٣/٢٠١٠
لماذا على الطيرِ أن يقتفي أثرَ الريحِ
يصعدُ نحو الفضاءِ إلى لا مكانٍ
يطيرُ بلا أيِّ مفترقٍ ليحاذرَ من صدمةٍ ما
يحطُّ إذا شاءتِ الريحُ
يمضي إذا شاءتِ الريحُ
لا يفعلُ
لماذا على الموجِ أن يتبعَ الموجَ في سرعةٍ
بلا هدفٍ مقنعٍ
بلا سببٍ واضحٍ
غير ما قدرتهُ الطبيعةُ للشيءِ
يعودُ إلى البحرِ في وحدةِ الموجِ
حتى يُرَدَّ إلى الشاطئِ المتعجبِ من رحلةٍ تتكررُ
شحَّاذُهُ الموجُ لا يخجلُ
لماذا يخبِّئُ كلُّ الذي يتحركُ نحو اتجاهٍ هويتَهُ
ذاك بالرغمِ من أنه يتحركُ أبعدَ مما تريدُ الهويةُ
أبعدَ مما أرادَ بيومٍ تسكع فيهِ وخلانَهِ في الطريقِ
لماذا يقولُ أنا من هناكَ
وإن كانَ هذا الـ (هناكَ) يصدُّ الذي قالَ
"تفاحةُ البعدِ لا تُأْكَلُ"
هناكَ أنا أشبهُ الطيرَ
والموجَ
والعابرينَ
لماذا إذن أسألُ ؟
٢٨/١٢/٢٠٠٩
عنْ آخرٍ في هذه المرآةِ
عن وجهٍ يمثلُ صورةً عبثيةَ المعنى
ويعرفُ كيفَ نضحكُ
أو نلوِّحُ واحدًا
أبعادُهُ وهميةٌ ومداهُ منحسرٌ
فلم يمتد كي يغتالَني لـمَّا التفتُّ
ولن يوازيني لينظرَ للفراغِ
وللعيالِ الساكتينَ عن الغناءِ
أخافُ أنْ ألقاهُ في استبدالِ أمكنةٍ بأزمنةٍ
وأوراقٍ ببعضِ الروحِ
كان بخارُ هذا الماءِ يدعوني
لأرسمَ بالمرايا وجهَ من عانقتُها بالقلبِ
فانفلتتْ يدي
لتحاولَ الكشفَ المهمَّ عن التماثلِ بيننا
فوجدتُها تنحازُ في صمتٍ لوجهِ حبيبتي
وتميدُ بي عن عينِ من تنضو بهِ المرآةُ
في خجلٍ تجرَّدْنَا
تماثلتِ الرتوشُ
تماثلَ التعتيمُ
في وجهينِ متحدينِ
في الظلِّ الخفيفِ
وفي ذراعٍ غيرِ مهتمٍ ويسكنُ جانبًا
والروحُ مبدعةُ الخيالِ
أينحني للربِّ أم يأبى ؟
بكم ألقتْ سماءُ الله من حزنٍ على وجهي ؟
وكم رسمَ السرابُ من الخداعِ
على خطوطِ جبينه لأرى جبيني ؟
من يكونُ بمن ؟
أنا والظلُّ متحدانِ ,
أم كانت مماثلةٌ في غيرِ موضعِها ؟
هنا سيقولُ ما سأقولُ في صمتٍ
كأنِّي أجوفٌ
تصطكُّ أسناني بلا معنى
وأنبشُ في بقايا الوجه في غيرِ اعتناءٍ
من أكونُ , وكيف كان ؟
تعودتْ عيناي ألاَّ تلتقي عينيه شاردةً
رميتُ لغيرِ شئٍ
نظرةً لا تستفزُّ القلبَ
لم نعتدْ " صباحَ الخيرِ " , أو " ألقاكَ في وقتٍ قريبٍ "
ليس يسألني " لماذا تشتهي سفرًا يزيدُكَ لهفةً ؟ "
حتى أجيبَ " هي المدينةُ والطريقُ "
وليس يسألني " وكيف تكونُ ؟ "
إذ جاوبتُ في ثِقَلِ السؤالِ " هي الجمالُ "
وكانَ يسألني " أتعرفُ أننا في صفحةِ المرآةِ متحدانِ ؟ "
فلا أجيبُ
وكان يَفْجَأُني بغيبِ بهائِنا في الظلِّ
واجَهَني كثيرًا
حينما كانَ السؤالُ موزعًا
من كان يسألُ ؟
ربما المرآةُ تسألُ
في اندهاشِ حضورِنا
عشقَ الخيالُ مجازَ مُنْشَطَرٍ
فأيُّ الواحدينِ خيالُ
أيُّ الواحدينِ لهُ الحياةُ ؟
ومن يباعدنا
ودفءُ بخارِ هذا الوقتِ أبعدُ ما توسَطَنا
ضدَّين في ثوبٍ خياليٍ أم انشطرَ العبيرُ
أكانَ يعلمُ أنَّ بابَ البيتِ
قد صبغَ المجازَ على حضوري
كان يسكنُ في المرايا كي يطاردَني
إذا استشعرتُ خوفي وائتنستُ بصورتي
صمتتْ بلاغتُنا عن التعبيرِ بالكلماتِ
فاحتدمَ السكونُ
وكان مُفْتَرَقًا إذًا ما بيننا
والبيتُ ينكرُني وينكرُهُ
ولكنَّ المرايا حينَ غبتُ توحَّشَتْهُ