-
اتبعني
تابعني على تويتر
-
التدوينات RSS
اشترك في خدمة RSS
-
فيس بوك
انضم للمعجبين في FACEBOOK
اين انت .... » الرئيسية » » لباريسَ الظلْ
لباريسَ الظلْ
٢١/١٠/٢٠٠٩
لباريسَ الظلِّ
على مقعدٍ خشبيّْ
جلستُ أمامَ صديقي يحدِّثُني عن فرنسا
وعن صمتِها المتكلمِ في عينِ عشَّاقِها الحالمين
وعن دهشةٍ حرَّكتْهُ
فتاةٌ من العُشبِ
جاءَتْ لمنهمكَينِ
توسَّطتِ البنتُ بينهما وتعرَّتْ
فهل كانتِ البنتُ باريسَ ؟
هل دونَ شئٍ يثيرُ اندهاشَ الفنونِ تموتُ ؟
وحدَّثَني عن صديقتِنا العربيةِ
حينَ اعتلاها الحضورُ بنزفِ ثلاثَ رجالٍ
تجيدُ القتالَ بدونِ سلاحٍ
يسيلُ اللُّعابُ
لتحترقَ الأغنياتُ ببعدِ السرابِ
وحدَّثتُهُ عن فتاةٍ منَ النهرِ
كانتْ بكلِّ دلالٍ
تريدُ لفافةَ تبغٍ
وكانتْ تريدُ الكلامَ أو الليلَ
قالتْ
_ ألي في المساءِ تجرُّدُ هذي البلادِ على راحَتَيْكَ ؟ .
وكانتْ فرنسا تصبُّ الظلالَ بباريسَ
في لوحةِ الغيمِ
عادَ إليَّ من الذكرياتِ الذي وجَّهَ القلبَ
نحو التفاتِ العصافيرِ في الظلِّ
ذكَّرَني بالمقاهي
ونادلةٍ كنتُ أضحكُ حينَ تلفُّتِها نحونا في اشتهاءٍ
وكيفَ تلفَّتَ شعري إلى لوحةٍ بالرصيفِ
ولم يجرؤِ العابرونَ على أنْ يفضُّوا بكارَتَها
قدْ تعرَّتْ لكُلِّ الرجالِ
ولا زالتِ البكرَ في عينِ ذاكَ القِطارِ
وكانتْ تظنُّ الفتاةُ التي بالجدارِ
بأنِّي أُشاهِدُها بالغريزةِ
قلتُ
أُحِبُ البراءةَ في شفتيكِ
ونهداكِ شفَّا بكلِّ اللغاتِ القصيدةَ
حتَّى تُرِكتُ
نُسيتُ
ولم تَنْسِني يا فتاةَ الجدارِ
بباريسَ
لم تعْهَدِ الغانياتُ سوى الراحلينَ
ولم تعْهَدِ الراحلاتُ سوى الغائبينَ
كأنِّي بباريسَ ما كُنْتُ بالفاتحينَ
ولا الراحلينَ
أّذيقُ الغيابَ جمالَ الحضورِ
فَكَمْ مِنْ ليالٍ تُذِيبُ المكانَ
ولمْ يبقَ إلا الجمالَ على لوحةٍ
سطْرَ شِعرٍ يلخِّصُ مدَّ التَّجارِبِ في كُلِّ ليلٍ تعرَّى
يذوبُ الزمانُ
ولم يبقَ غيرُ انتهاءِ المواعيدِ عن رحلةِ الليلِ
قلتُ
_ صديقي لماذا على صفحةِ الماءِ وجهُكَ كالنسرِ يبدو
يحلِّقُ بالسبتِ
ليسَ يهمكَ غيرُ احتياجِ الجناحِ لريحِ المسافِرِ
قالَ
_ لأنَّ السماءَ تغيضُ عَنِ النَّاسِ في السبتِ أمطارها
كي تعانقَهُم في تشوُّقِها الشمسُ
قلتُ
وتشتاقُ للعشبِ شمسٌ
فتشتاقُ باريسَ
تذكُرُ شكلَ الغيابِ إذًا في بدايةِ رحلةِ طيرِ الحضورِ
فقالَ
_ أنا أعرِفُ الغائبينَ
وأينَ يكونُ الهواءُ مزيجًا من العاشقينَ
فقلتُ
- لماذا تكونُ النساءُ عرايا على ضِفَّةِ النهرِ ؟
قالَ
_ لأنَّ التماثيلَ شِعْرٌ يسجِّلُ هذا الزمانَ
فقلتُ
وكيف يكونُ المكانُ ؟
فقالَ
_ يكونُ المكانُ على حافةِ السينِ أنسب للعابرينَ
وللعابرينَ الزمانُ
وللعاشقينَ البساطةُ والوقتُ .
هذي التواريخُ للعشبِ
والعُشبُ حظُّ الملوكِ
لهم ماعلينا
لنا منْ سماءٍ سماءٌ
على الأرضِ ظلُّ القصيدةِ فيها السلامُ
وباريسُ ذابتْ في حِضْنِ سحرِ الكلامِ
وأسماؤنا في القمرْ
بقلم : محمود عبد الله سلامة
محمود عبد الله سلامة , شاعر مصري , يعمل بالمحاماة كمحام بالاستئناف العالي , ومستشارًا لحقوق الملكية الفكرية من خلال ( مؤسسة سلامة / مستشارون قانونيون ومحامون)، تم إنشاء هذه المدونة لنشر أعمال الشاعر / محمود عبد الله سلامة الشعرية , وكذلك لنشر المختارات الشعرية والأدبية لعرضها على القارئ العربي وكذلك القراء غير العرب المهتمين بالأدب العربي قديمه وحديثه ، يمكنكم متابعة الشاعر / محمود عبد الله سلامة من خلال الروابط الآتية:
0 تعليقات:
إرسال تعليق