• تابعها من على صفحة شرفة القمر لمؤلفتها حرية سليمان
  • للتواصل مع الشاعر عبر موقع فيس بوك عليك بالدخول لصفحته والضغط على لايك
  •  للشاعر/ سالم الشهباني
  •  تعرف على قائمة اكثر 30 مدونة عالمية تحقق الربح من التدوين ، وتعرف على السر الحقيقي وراء تحقيقهم لهذه الاموال من المدونات
  • اجعل صندوق التعليق في مدونتك اكثر احترافية ، واضف عليه الوان جميلة لتبهر زوار مدونتك بأناقته

لباريسَ الظلْ

٢١‏/١٠‏/٢٠٠٩

 لباريسَ الظلِّ
القصيدة مهداة لصديقي الفنان والناقد والعاشق التشكيلي 
عبد الرازق عكاشة


على مقعدٍ خشبيّْ
جلستُ أمامَ صديقي يحدِّثُني عن فرنسا
وعن صمتِها المتكلمِ في عينِ عشَّاقِها الحالمين
وعن دهشةٍ حرَّكتْهُ
فتاةٌ من العُشبِ
جاءَتْ لمنهمكَينِ
توسَّطتِ البنتُ بينهما وتعرَّتْ
فهل كانتِ البنتُ باريسَ ؟
هل دونَ شئٍ يثيرُ اندهاشَ الفنونِ تموتُ ؟
وحدَّثَني عن صديقتِنا العربيةِ
حينَ اعتلاها الحضورُ بنزفِ ثلاثَ رجالٍ
تجيدُ القتالَ بدونِ سلاحٍ
يسيلُ اللُّعابُ
لتحترقَ الأغنياتُ ببعدِ السرابِ
وحدَّثتُهُ عن فتاةٍ منَ النهرِ
كانتْ بكلِّ دلالٍ
تريدُ لفافةَ تبغٍ
وكانتْ تريدُ الكلامَ أو الليلَ
قالتْ
_  ألي في المساءِ تجرُّدُ هذي البلادِ على راحَتَيْكَ ؟ .
وكانتْ فرنسا تصبُّ الظلالَ بباريسَ
في لوحةِ الغيمِ
عادَ إليَّ من الذكرياتِ الذي وجَّهَ القلبَ
نحو التفاتِ العصافيرِ في الظلِّ
ذكَّرَني بالمقاهي
ونادلةٍ كنتُ أضحكُ حينَ تلفُّتِها نحونا في اشتهاءٍ
وكيفَ تلفَّتَ شعري إلى لوحةٍ بالرصيفِ
ولم يجرؤِ العابرونَ على أنْ يفضُّوا بكارَتَها
قدْ تعرَّتْ لكُلِّ الرجالِ
ولا زالتِ البكرَ في عينِ ذاكَ القِطارِ
وكانتْ تظنُّ الفتاةُ التي بالجدارِ
بأنِّي أُشاهِدُها بالغريزةِ
قلتُ
أُحِبُ البراءةَ في شفتيكِ  
ونهداكِ شفَّا بكلِّ اللغاتِ القصيدةَ
حتَّى تُرِكتُ
نُسيتُ
ولم تَنْسِني يا فتاةَ الجدارِ
بباريسَ
لم تعْهَدِ الغانياتُ سوى الراحلينَ
ولم تعْهَدِ الراحلاتُ سوى الغائبينَ
كأنِّي بباريسَ ما كُنْتُ بالفاتحينَ
ولا الراحلينَ
أّذيقُ الغيابَ جمالَ الحضورِ
فَكَمْ مِنْ ليالٍ تُذِيبُ المكانَ
ولمْ يبقَ إلا الجمالَ على لوحةٍ
سطْرَ شِعرٍ يلخِّصُ مدَّ التَّجارِبِ في كُلِّ ليلٍ تعرَّى
يذوبُ الزمانُ
ولم يبقَ غيرُ انتهاءِ المواعيدِ عن رحلةِ الليلِ
قلتُ
_  صديقي لماذا على صفحةِ الماءِ وجهُكَ كالنسرِ يبدو
يحلِّقُ بالسبتِ
ليسَ يهمكَ غيرُ احتياجِ الجناحِ لريحِ المسافِرِ
قالَ
_  لأنَّ السماءَ تغيضُ عَنِ النَّاسِ في السبتِ أمطارها
كي تعانقَهُم في تشوُّقِها الشمسُ
قلتُ
وتشتاقُ للعشبِ شمسٌ
فتشتاقُ باريسَ
تذكُرُ شكلَ الغيابِ إذًا في بدايةِ رحلةِ طيرِ الحضورِ
فقالَ
_ أنا أعرِفُ الغائبينَ
وأينَ يكونُ الهواءُ مزيجًا من العاشقينَ
فقلتُ
- لماذا تكونُ النساءُ عرايا على ضِفَّةِ النهرِ  ؟
قالَ
_ لأنَّ التماثيلَ شِعْرٌ يسجِّلُ هذا الزمانَ
فقلتُ
وكيف يكونُ المكانُ ؟
فقالَ
_ يكونُ المكانُ على حافةِ السينِ أنسب للعابرينَ
وللعابرينَ الزمانُ
وللعاشقينَ البساطةُ والوقتُ .
هذي التواريخُ للعشبِ
والعُشبُ حظُّ الملوكِ
لهم ماعلينا
لنا منْ سماءٍ سماءٌ
على الأرضِ ظلُّ القصيدةِ فيها السلامُ
وباريسُ ذابتْ في حِضْنِ سحرِ الكلامِ
وأسماؤنا في القمرْ

0 تعليقات:

 
محمود عبد الله سلامة © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates